ولا يخفىٰ أنّ هؤلاء من أئمّة الحديث ومن كبار الحفّاظ .
هذا ، ولم نجد أحداً من علماء السُنّة ينكر المؤاخاة رأساً ، أو خصوص المؤاخاة بين النبيّ الأكرم والإمام عليهما السلام . . . وإنّما وجدنا ابن تيميّة يقول :
« أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع ، فإنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ أحداً » (١) .
« إنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يؤاخ عليّاً ولا غيره ، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب » (٢) .
« إنّ أحاديث المؤاخاة لعليّ كلّها موضوعة » (٣) .
وممّا يشهد بتفرّد ابن تيميّة بهذا الرأي ، وشذوذه عن جمهور الحفّاظ ، نسبة العلماء الكبار كابن حجر وغيره الخلاف إليه وحده ، وردّهم عليه ، كما سيأتي .
فقول القائل : « فقد اختلف العلماء في صحّة المؤاخاة الأُولىٰ ، قال ابن تيميّة » فيه :
أوّلاً : لا اختلاف بين العلماء ، لا في المؤاخاة الأُولىٰ ، ولا في المؤاخاة الثانية .
وثانياً : لا اختلاف بينهم في مؤاخاة النبيّ صلّیٰ الله عليه وآله وسلّم بينه وبين الأمير عليه السلام في كلتا المرّتين .
وثالثاً : إنّ المنكِر ليس إلّا ابن تيميّة .
__________________
(١) منهاج السُنّة ٤ / ٣٢ .
(٢) منهاج السُنّة ٧ / ١١٧ .
(٣) منهاج السُنّة ٧ / ٣٦١