في أهل البيت عليهم السلام ، وأنشدها أوّل مرّة بحضور الإمام الرضا عليه السلام في خراسان ، بعد أن بويع بولاية العهد في زمن المأمون.
وتعتبر هذه القصيدة من أحسن الشعر وأسنى المدائح المقولة في أهل البيت عليهم السلام (١).
وقد ذكر العلاّمة الأميني رحمه الله أنّ عدد أبياتها هو مائة وواحد وعشرون بيتاً (٢) ، والموجود في ديوانه المطبوع مائة وخمسة عشر بيتاً فقط (٣).
علماً بأنّ كثيراً من المصادر لم تذكر القصيدة كاملة ، بل من البيت الثلاثين منها : (مَدَارِسُ آياتٍ ...) ؛ لأنّ دعبل أنشدها الإمام الرضا عليه السلام من هذا البيت ، ولم ينشدها من أوّلها ، والذي هو في التشبيب والغزل.
قال ابن شهرآشوب : قيل لدعبل : لِمَ بدأت بـ : (مَدَارِسُ آياتٍ ...)؟
قال : استحييتُ من الإمام أن أنشده التشبيب فأنشدته المناقب (٤).
وقد وصفت الكثير من الموسوعات التاريخية والأدبية كيفية إنشادها ، وما حصل للإمام عليه السلام حين سماعها ، وما جرى لدعبل بعد ذلك من أحداث ..
قال الأصفهاني : قال دعبل : دخلتُ على علي بن موسى الرضا عليه السلام بخراسان ، فقال لي : «أنشدني شيئاً ممّا أحدثت» ، فأنشدته : (مدارسُ آياتٍ ...) حتّى انتهيت إلى قولي :
إذا وُتِروا مَدّوا إلى واتِريـهُمُ |
|
أكُفّاً عن الأوْتارِ مُنْقَبِضاتِ |
____________
(١) انظر : الأغاني ٢٠ / ١٤٢ ، معجم الأُدباء ١١ / ١٠٣.
(٢) الغديـر ٢ / ٣٤٩.
(٣) ديوان دعبل الخزاعي : ١٢٤ ـ ١٤٥.
(٤) المناقب ٢ / ٣٩٤ ، وانظر : الغدير ٢ / ٣٦٢.