اقتضى الأمر ذلك.
وهيهات التأويل في ما تلوناه عليك من النصوص ، وفي ما لم نتله ، كنصّ الغدير ونصوص الوصية ، ولا سيّما بعد تأييدها بالسُـنن المتضافرة المتناصرة ، التي لا تقصر بنفسها عن النصوص الصريحة ، ومن وقف عليها بإنصاف ، وجدها بمجرّدها أدلّة على الحقّ قاطعة ، وبراهين ساطعة. والسلام».
أقـول :
قال شيخ الطائفة : «وأمّا النصّ على إمامته من القرآن ، فأقوى ما يدلّ عليها قوله تعالى : (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (١) ..
ووجه الدلالة من الآية هو : إنّه ثبت أنّ المراد بلفظة : (وليّكم) المذكورة في الآية : مَن كان متحقّقاً بتدبيركم والقيام بأُموركم وتجب طاعته عليكم ..
وثبت أنّ المعنيّ بـ : (الّذين آمنوا) : أمير المؤمنين عليه السلام ؛ وفي ثبوت هذين الوصفين دلالة على كونه عليه السلام إماماً لنا» (٢).
لكنّ «ثبوت هذين الوصفين» لا يتمّ عند الخصم إلاّ بما يراه حجّةً ؛ ولذا فإنّا نثبت له الوصفين من الأخبار الواردة في كتبه ، ومن أقوال مشاهير علماء طائفته ، فإن لم يقبل فهو متعصّب معاند!!
____________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٢) تلخيص الشافي في الإمامة ٢ / ١٠.