فليس (فَعْل) ممّا يكسّر عليه الواحد للجمع» (١).
وقد حذا ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) حذو سيبويه في التعبير عن اسم الجمع بأنّه : «اسم يقع على الجميع ولم يكسّر عليه واحد ، وهو من لفظه» (٢) ِ.
ويبدو أنَّ المبّرد (ت ٢٨٥ هـ) أوّل من عبّر عنه بـ : «اسم الجمع» ؛ إذ قال : «وأمّا قولهم : خادِم وخَدَم وغائب وغَيَب ، فإنّ هذا ليس بجمع (فاعل) ... إنّما هي أسماء للجمع ... ولو قالوا : (فُعُل) لكان من أبواب جمع (فاعل) ... نحو : كتاب وكُتُب» (٣).
وقال في موضع آخر : «أسماء الجمع التي ليس لها واحد من لفظها : اعلم أنّ مجراها في التحقير مجرى الواحد ؛ لأنّها وضعت أسماءً ، كلّ اسم منها لجماعة ، كما أنّك إذا قلت : (جماعة) فإنّما هو اسم مفرد وإن كان المسمّى به جمعاً ... وتلك الأسماء : نَفَر وقَوْم ورَهْط وبَشَر ، تقول : بُشَيْر وقُوَيْم ورُهَيط» (٤).
وعبّر عنه ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) بـ : «اسم الجميع» قائلاً : «وما كان اسماً للجميع ، وليس من لفظ واحده فهو كالواحد ويصغّر على لفظه ، نحو : قَوْم ، تقول فيه : قُوَيم ، ورَهْط تقول فيه : رُهَيْط» (٥).
وإلى هنا لا نجد النحاة يفرّقون في اسم الجمع بين ما لم يكن له
____________
(١) الكتاب ٣ / ٦٢٤.
(٢) الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ٣ / ٣١.
(٣) المقتضب ، محمّد بن يزيد المبّرد ، تحقيق محمّد عبد الخالق عضيمة ٢ / ٢٢٠.
(٤) المقتضب ٢ / ٢٩٢.
(٥) الموجز في النحو ، أبو بكر محمّد بن السرّاج ، تحقيق مصطفى الشويمي وبن سالم دامرجي : ١٢٢.