وأمّا الأحاديث الباطلة والمكذوبة المخرّجة في صحيح البخاري فهي كثيرة كذلك ، كما لا يخفى على من راجع شروحه وغيرها من كتب الحديث (١).
وإذا كان هذا حال البخاري ، فما ظنّك بغيره؟!
وقوله : «أمّا الزيادة وهي قوله : اللّهمّ وال من والاه ...» فيكفي في ردّه قول الذهبي ـ في ما نقل عنه ابن كثير ـ : «وأمّا : اللّهمّ وال من والاه ... فزيادة قويّة الإسناد» ، لكنّي أذكر جماعةً من الأئمّة رووه بأسانيدهم مع تنصيص الحافظ الهيثمي على صحّتها ؛ فقد جاء في مجمع الزوائد في باب : «قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢) :
«رواه أحمد والطبراني إلاّ أنّه قال : قالوا سمعنا رسول الله يقول : مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال مَن والاه وعاد مَن عاداه ... ورجال أحمد ثقات».
«وعن أبي الطفيل ... قال : مَن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهمّ وال مَن والاه وعاد مَن عاداه ... رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة».
«وعن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن بثيع ، قالوا : سمعنا عليّاً يقول ... قالوا : فأخذ بيد عليّ فقال : مَن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهمّ وال مَن والاه وعاد مَن عاداه ، وأحبّ مَن أحبّه وأبغض مَن
____________
(١) انظر : فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ١٢٧ ، وص ٣٥٣ ، وج ٨ / ٢٧١ ، وص ٤٠٦ ، وص ٥٤١ ، وج ١١ / ٢٦ ، إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ٦ / ٥٣٦ ، وج ٧ / ١٤٨ ، وج ٨ / ٤١ ، وعمدة القاري في شرح صحيح البخاري ٧ / ٤٦ ، وج ١٧ / ٢٤٦ ، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ٢٥ / ٢٠٤.
(٢) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٩.