السيّد ناصر حسين الموسوي اللكنوي أبان عن الحقّ وأسفر ، وسمّى كتابه : إفحام الخصوم في نفي تزويج أُمّ كلثوم (١).
وقال ـ رحـمه الله ـ في مكان آخر : أسماء بنت عميس تزوّجها جعفر ابن أبي طالب ، فولدت له : عوناً وجعفراً ، ثمّ تزوّجها أبو بكر ، فوُلد له منها عـدّة أولاد ، منـهم : أُمّ كلثوم ، وهي التي ربّاها أمير المؤمنين وتزوّجها الثاني ، فكانت ربيبته (عليه السلام) وبمنزلة إحدى بناته ، وكان (عليه السلام) يخاطب محمّداً بـ : ابني ، وأُمّ كلثوم هذه بـ : بنتي ، فمن ثمّ سرى الوهم إلى عدّة من المحدّثين والمؤرّخين ، فكم لهذه الشبه من نظير؟! ومنشأ توهُّم أكثرهم هو الاشتراك في الاسم والوصف ، وأنّ مولانا عليّاً (عليه السلام) تزوّجها بعد موت أبي بكر (٢).
الرابع : إن ّ عليّاً زوّج عمر جنّية تشبه أُمّ كلثوم.
إذ الثابت عند الشيعة أنّ للنبيّ والإمام سلطةً على الجنّ بإذن الله ، كما كان لسليمان (عليه السلام) سلطة عليهم (٣) ، وأنّ وقوع الشبه ليس ببعيد ; فقد شُبِّه على الظلمة عيسى بن مريم بيهوذا فقتل وصلب.
هذا ما رواه القطب الراوندي (ت ٥٧٣ هـ) في كتابه الخرائج والجرائح (٤).
____________
(١) إحقاق الحقّ ٢ / ٣٧٦.
(٢) إحقاق الحقّ ٣ / ٣١٥ بتصرّف.
(٣) انظر مثلا : سورة ص ٣٨ : الآيات ٣٥ ـ ٤٠.
(٤) الخرائج والجرائح ٢ / ٨٢٥ ـ ٨٢٧ ; وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٤٢ / ٨٨ ح ١٠٦ ، وفي مرآة العقول ٢١ / ١٩٨ ..