استدلال السيّد بهذا الحديث.
وأمّا من ناحية المعنى والدلالة ، فقد أفاد عليه السلام اختصاصه من بين الصحابة كلّهم بالبقاء على ما عاهد عليه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بخلاف غيره ، وإنّهم قد ارتدّوا على أعقابهم ولم يبق منهم إلاّ مثل همل النعم ، كما في رواية الصحاح.
وما قيل من أنّه : «لو سلّمنا بدعوى الموسوي في هذا الخبر ...».
فجوابه : إنّ شأن عليّ شأن هارون ، لمّا ارتدّ قوم موسى ، ولم يتمكّن من ردعهم ، بل قال : (إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (١) ... وهذا أحد أوجه الشبه بينهما في حديث : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ; فتأمّل.
٧ ـ قال السيّد : «وسئل قثم ...».
أقول :
هذا الحديث صحيح قطعاً ، وقد أخرجه : ابن أبي شيبة ، والنسائي ، والطبراني ، وابن عساكر ، وابن الأثير ... وآخرون ... (٢).
وهذا من جملة المواضع التي وافق الذهبي الحاكم في تصحيحه ..
هذا بالنسبة إلى السند.
وأمّا بالنسبة إلى المعنى والدلالة ، فلقد أوجز قثم وأحسن في الكلام ، فلقد كان من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام أنّه لم يشرك بالله طرفة
____________
(١) سورة الاعراف ٧ : ١٥٠.
(٢) المصنف ٨ / ٣٤٨ برقم ٢٠٦ ، السنن الكبري ٥ / ١٣٩ برقم ٨٤٩٣ ، ٨٤٩٤ المعجم الكبير ١٩ / ٤٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٩٣ ، أسد الغابة ٤ / ١٩٧.