وأحسن ، وبعض الصفات المشبّهة ، نحو : ضامر وأهيف ; فإنّها أيضاً صفات جارية على حركات وسكنات الفعل المضارع.
وعرّفه المطرّزي (ت ٦١٠ هـ) بأنّه : «اسم اشتقّ لِذاتِ مَنْ فَعَلَ ، ويجري على (يفعَلُ) من فعله ، أي : يوازيه في الحركات والسكنات» (١).
قوله : (اشتقّ) أي : أُخذ من مصدر ، فيدخل فيه جميع المشتقّات ، وقوله : (لذاتِ مَن فَعَل) ، أي : للذات التي حصلَ منها الحَدَث (الفِعْل) ، وهذا مُخرج لجميع الأسماء المشتقّة غير اسم الفاعل ، فإنّ اسم المفعول مشتقّ لذات من وقع عليه الحَدَث ، والصفة المشبّهة واسم التفضيل مشتقّان للدلالة على الحَدَث الثابت للذاتِ ، لا الصادر عنها ، واسم الزمان والمكان مشتقّان يدلاّن على زمان وقوع الحَدَثِ ومكانه.
وعليه يكون قوله : (ويجري على يفعل من فعله) إضافة توضيحيّة ، لا قيداً احترازيّاً.
وطرح ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) تعريفين لاسم الفاعل :
الأوّل : «هو المشتقّ من فعل لمن نُسبَ إليه على نحو المضارع» (٢).
والثاني : «ما اشتقّ من فعل لمن قام به بمعنى الحدوث» (٣).
وتابعه على الثاني كلٌّ من : الأردبيلي (ت ٦٤٧ هـ) (٤) ، وابن هشام
____________
(١) المصباح في علم النحو ، ناصر بن أبي المكارم المطرّزي ، تحقيق ياسين محمود الخطيب : ٦٢ ـ ٦٣.
(٢) الإيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى بناي العليلي ١ / ١٣٨.
(٣) أ ـ الأمالي النحوية ، ابن الحاجب ، تحقيق هادي حسن حمّودي ٣ / ٤٧.
ب ـ شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : ٣٢٤.
(٤) شرح الأُنموذج في النحو ، عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : ١٢٦.