باسم الفاعل ، كحسن وظريف ; فإنّهما لا يفيدان الحدوث ، ومن ثمّ لم يكونا لغير الحال ... ولا يجيء اسم الفاعل إلاّ جارياً على مضارعه في حركاته وسكناته ، كـ : ضارب ، ومكرم ، ومستخرِج» (١).
وتابعه على هذا التعريف : المكودي (ت ٨٠٧ هـ) (٢) ، وابن طولون الدمشقي (ت ٩٥٣ هـ) (٣).
وطرح ابن الفخّار الخولاني (ت ٧٤٥ هـ) تعريفاً زعمَ أنّه مراد لأبي القاسم الزجّاجي (ت ٣٣٧ هـ) ; إذ قال في شرحه لكتاب الجمل : «اسم الفاعل هو : الصفة الدالّة على الفاعل ، الجارية على المضارع في حركاته وسكناته وعدد حروفه ، وهذا هو مراد أبي القاسم ها هنا» (٤).
وقوله : (الدالّة على الفاعل) أي : على فاعل الحدث ، أي : على ذات حصل منها الحَدث ، وعليه يخرج اسم المفعول ; لدلالته على ما وقع عليه الحدث ، وتخرج الصفة المشبّهة واسم التفضيل ; لدلالتهما على ذات ثبت لها الحدث ، نحو : كريم ، وأكرم ، ويخرج بالجريان على حركات وسكنات المضارع صيغة المبالغة ، نحو : فعّال ، وفَعول.
وأمّا ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) فقد عرّفه بثلاثة تعاريف :
أوّلها : «هو ما اشـتقّ من فعل لمن قام بـه على معنى الحدوث ، كـ : ضارب ، ومكرم».
____________
(١) شرح الألفية ، ابن الناظم : ١٦٢.
(٢) شرح ألفية ابن مالك ، علي بن صالح المكودي ، تحقيق إبراهيم شمس الدين : ١٦٣.
(٣) شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك ، تحقيق عبد الحميد الكبيسي ١ / ٤٩٤.
(٤) شرح جمل الزجّاجي ، ابن الفخّار الخولاني ، مخطوط ـ مصوّرته لديَّ ـ : ١٣٠ ـ ١٣١.