الفعل المضارع واسم الفاعل ، وإنّما عملت عمل اسم الفاعل ; لأنّها شابهته في كونها تثنّى وتجمع وتذكّر وتؤنث.
وعرّف ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) الصفة المشبّهة بأنّها : «ما اشتقّ من فعل لازم ، لمن قام به ، على معنى الثبوت» (١) ..
وتابعه عليه غيره ، كالأردبيلي (ت ٦٤٧ هـ) في شرحه لأُنموذج الزمخشري (٢) ..
وقال الرضيّ الاسترابادي في شرحـه : «قوله : (من فعل) ، أي : مصدر ، قوله : (لازم) ، يخرج اسمي الفاعل والمفعول المتعدّيين. قوله : (لمن قام به) ، يخرج اسم المفعول اللازم المعدّى بحرف الجرّ ، كمعدول عنه ، واسم الزمان والمكان والآلة ، قوله : (على معنى الثبوت) ، أي : الاستمرار واللزوم ، يخرج اسم الفاعل اللازم ; كـ : قائم ، وقاعد ; فإنّه مشتقّ من لازم لمن قام به ، لكن على معنى الحدوث ، ويخرج عنه نحو : ضامر وشازب (٣) وطالق ، وإن كان بمعنى الثبوت ; لأنّه في الأصل للحدوث ; وذلك لأنّ صيغة الفاعل موضوعة للحدوث ، والحدوث فيها أغلب ، ولهذا اطّرد تحويل الصفة المشبّهة إلى فاعل ; كـ : حاسن ، وضائق ، عند قصد النصّ على الحدوث» (٤).
وقد أورد ابن الحاجب مضمون هذا التعريف مع تغيير ألفاظه في الوافية ; فقال : «ما اشـتقّ من فعل غير متعـدّ لفاعله على معنى الثبوت.
____________
(١) شرح الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٤٣١.
(٢) شرح الأُنموذج في النحو ، عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : ١٢٩.
(٣) الشازب : الضامر اليابس من الناس وغيرهم ; لسان العرب ، مادة «شَزَب».
(٤) شرح الكافية ٣ / ٤٣١.