وتؤنّث» (١).
وقال أبو علي الفارسي (ت ٣٧٧ هـ) : «هذه الصفات مشبّهة باسم الفاعل ، كما كان اسم الفاعل مشبّهاً بالفعل ... وتنقص هذه الصفات عن رتبه اسم الفاعل بأنّها ليست جارية على الفعل [المضارع] ، فلم تكن على أوزان الفعل كما كان ضارب في وزن الفعل وعلى حركاته وسكونه» (٢).
وقال الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) : الصفة المشبّهة : «هي التي ليست من الصفات الجارية ، وإنّما هي مشبّهة بها في أنّها تذكّر وتؤنّث وتثنّى وتجمع ; نحو : كريم ، وحسن ، وصعب ، وهي لذلك تعمل عمل فعلها ، فيقال : زيدٌ كريمٌ حسَبُه ، وحَسَنٌ وجهُهُ ، وصعبٌ جانبهُ ... وهي تدلّ على معنىً ثابت ، فإن أُريد الحدوثُ ، قيل : هو حاسنٌ الآن أو غداً» (٣).
وقال المطرّزي (ت ٦١٠ هـ) : «الصفة المشبّهة هي : ما لا يجري على (يفعلُ) من فعلها ; نحو : كريم ، وحسن ، وشبّهت باسم الفاعل في أنّها تثنّى وتجمع وتذكّر وتؤنّث ، ولذا تعمل عمل فعلها» (٤).
وإلى هنا يكون النحاة قد انتهوا إلى أنّ الصفة المشبّهة تخالف اسم الفاعل في أنّها لا توازي الفعل المضارع في الحركات والسكنات ، وفي أنّها تدلّ على معنىً ثابت ، ولا تدلّ على التجدّد والحدوث ، كما هي الحال في
____________
(١) أ ـ الإيضاح في علل النحو ، أبو القاسم الزجّاجي ، تحقيق مازن المبارك : ١٣٥.
ب ـ البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ٢ / ١٠٦٧.
ج ـ شرح جمل الزجّاجي ، ابن الفخّار الخولاني ، مخطوط ص ١٣٦.
(٢) الايضاح العضدي ، أبو علي الفارسي ، تحقيق د. حسن شاذلي فرهود ١ / ١٥١.
(٣) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٢٣٠.
(٤) المصباح في علم النحو ، ناصر المطرّزي ، تحقيق عبد الحميد سيّد طلب : ٧٢.