التفضيل ; فإنّه إِنّما يعرّف بشرط التجرّد من (مِن)» (١).
وعرّف ابن مالك الصفة المشبّهة بـ : «العلامة» ; فقال في أُرجوزته الألفية :
صفة استحسن جـرُّ فـاعـلِ |
|
معنى بها المشبهةُ اسمَ الفاعلِ |
وشرحه ابن عقيل بقوله : «ذكر المصّنف أنّ علامة الصفة المشبّهة : استحسانُ جرّ فاعلها بها ; نحو : حَسَنُ الوجهِ ، ومنطلقُ اللسانِ ، وطاهرُ القلبِ ، والأصل : حسنٌ وجهُهُ ، ومنطلقٌ لسانُه ، وطاهرٌ قلبُهُ ، فـ(وجهُهُ) مرفوع بـ(حسنٌ) على الفاعلية ... وهذا لا يجوز في غيرها من الصفات ، فلا تقول : (زيدٌ ضاربُ الأبِ عمراً) تريد : ضاربٌ أبوهُ عمراً» (٢).
ثمّ انتهى ابن مالك في شرح عمدة الحافظ إلى أنّ : «الصفة المشبّهة هي ما اطّردت إضافتها إلى الفاعل» (٣) ..
وخلص إلى تعريفها في شرح الكافية بقوله : «هي [الصفة] المصوغة من فعل لازم ، صالحة للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى» (٤) ، مؤكّداً أنّ : «ضبطها بصلاحيتها للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى أوْلى من ضبطها بالدلالة على معنىً ثابت ، وبمباينة وزنها لوزنِ المضارع ; لأنّ دلالتها على معنىً ثابت غير لازمة لها ، ولو كانت لازمة لها لم تبنَ من : (عَرَضَ) ، و (طَرَأَ) ونحوهما ، ولو كان تباين وزنها ووزن المضارع لازماً لها ، لم يعدّ
____________
(١) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي ٢ / ٦٣٣.
(٢) شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك ، تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد ٢ / ١٤٠.
(٣) شرح عمدة الحافظ وعدّة اللافظ ، ابن مالك ، تحقيق عدنان الدوري : ٦٨٥.
(٤) شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق علي معوّض وعادل عبد الموجود ١ / ٤٧١.