وهكذا في موثّقة أُخرى منقولة عن أبي جعفر (عليه السلام) (١).
السميدع ـ بفتح الأوّل والثاني ، وسكون الثالث ، وفتح الرابع ـ : ابن واهب بن سوار بن زهدم البصري ، ثقة ، من التاسعة ، مات قديماً (٢).
وعن أبي عبيدة الحذّاء بطريق آخر ، قال : «زاملت أبا جعفر (عليه السلام) في شـقّ محمل من المدينة إلى مكّة ، فنزل في بعض الطريق ، فلمّا قضى حاجته وعاد قال : «هات يدك يا أبا عبيدة. فناولته يدي فغمزها حتّى وجدت الأذى في أصابعي ، ثمّ قال : يا أبا عبيدة! ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه ـ وشبك أصابعه ـ إلاّ تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي» (٣).
وفي الحسن : عنه (عليه السلام) ، قال لمالك الجهني : «يا مالك! أنتم شيعتنا [أ] لا تـرى أنّك تـفرط شيئاً في أمرنا؟ إنّه لا يقدر على صفة الله ، فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا ، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن ; إنّ المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه ، فلا يزال الله ينظر إليهما ، والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر ، حتّى يفترقا ، فكيف يقدر على صفة مَن هو كذلك؟» (٤).
«منه» (قدس سره)
____________
(١) الكافي ٢ / ١٤٤ ح ٤ ، وسائل الشيعة ١٢ / ٢٢٤ ح ٣ ، بحار الأنوار ٧٦ / ٢٥ ح ١٤.
(٢) تقريب التهذيب ١ / ٣٩٦ ; وعنه بحار الأنوار ٧٦ / ٢٥.
(٣) الكافي ٢ / ١٤٤ ح ٥ ، وسائل الشيعة ١٢ / ٢٢٤ ح ٣ ، بحار الأنوار ٧٦ / ٢٥ ح ١٥.
(٤) الكافي ٢ / ١٤٤ ح ٦ ، وسائل الشيعة ١٢ / ٢١٩ ح ٣ ، بحار الأنوار ٧٦ / ٢٦ ح ١٦.