يظهر بها فضل عليّ ، فلا يلحقه بعدها لاحق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، فأجلبوا بما لديهم من إرجاف ، وعملوا لذلك أعمالاً ، فبعثوا نساءهم إلى سيّدة نساء العالمين ينفّرنها ، فكان ممّا قلن لها : إنّه فقير ليس له شيء. لكنّها عليها السلام لم يخفَ عليها مكرهنّ ، وسوء مقاصد رجالهنّ ، ومع ذلك لم تبدِ لهنّ شيئاً يكرهنه ، تمّ ما أراده الله عزّ وجلّ ورسوله لها.
وحينئذ أرادت أن تظهر من فضل أمير المؤمنين ما يخزي الله به أعداءه ، فقالت : يا رسول الله! زوّجتني من فقير لا مال له؟ فأجابها صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بما سمعت.
وإذا أراد الله نشر فضيلة |
|
طويت أتاح لها لسان حسودِ |
وأخرج الخطيب في المتّفق بسنده المعتبر إلى ابن عبّاس ، قال : لمّا زوّج النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فاطمة من عليّ ، قالت فاطمة : يا رسول الله! زوّجتني من رجل فقير ليس له شيء؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أما ترضين أنّ الله اختار من أهل الأرض رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك (١). انتهى.
____________
صواعقه ، ونقل ثمة عن احمد بالاسناد الي أنس نحوه.
وأخرج أبو داود السجستاني ـ كما في الاية ١٢ من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب ١١ من صواعقه ـ ان أبا بكر خطبها ، فأعرض عنه صلي الله عليه واله وسلم ، ثم عمر فأعرض عنه ، فنبهاه الي خطبتها. الحديث.
وعن علي ، قال : خطب ابو بكر وعمر فاطمة الي رسول الله ، فأبي صلي الله عليه واله وسلم عليهما ، قال عمر : أنت لها ياعلي. الحديث ..
اخرجه ابن جرير ، وصححه واخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة ، وهو الحدي ٦٠٠٧ من احاديث كنز العمال ص ٣٩٢ ج ٦.
(١) هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث ٥٩٩٢ من احاديث الكنز ، اورده في فضائل علي ص ٣٩١ ج ٦ ، وصرح بحسن سنده.