وأخرج الحاكم في مناقب علي ص ١٢٩ من الجزء الثالث من المستدرك عن طريق سريج بن يونس ، عن أبي حفص الأبار ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قالت فاطمة : يا رسول الله! زوّجتني من عليّ وهو فقير لا مال له؟
قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا فاطمة! أما ترضين أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك. انتهى. وعن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أما ترضين أنّي زوّجتك أوّل المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، وأنّك سيّدة نساء أُمّتي ، كما سادت مريم نساء قومها. أما ترضين ـ يا فاطمة ـ أنّ الله اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أباك ، والآخر بعلك (١). انتهى.
وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد هذا إذا ألمّ بسيّدة النساء من الدهر لمم ، يذكّرها بنعمة الله ورسوله عليها ; إذ زوّجها من أفضل أُمّته ، ليكون ذلك عزاء لها ، وسلوة عمّا يصيبها من طوارق الدهر ..
وحسبك شاهداً لهذا ما أخرجه الإمام أحمد في ص ٢٦ من الجزء الخامس من مسنده من حديث معقل بن يسار ، إنّ النبي صلّى الله عليه
____________
(١) وهذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث ٢٥٤٣ من احاديث كنز العمال ص ١٥٣ ج ٦ ، نقله عن الحاكم بالاسناد الي كل منابن عباس وأبي هريرة ، ونقله عن الطبراني وعنالخطيب بالاسناد الي ابن عباس فقط.
اما في منتخب الكنز فقد نقله عن الخطيب في المتفق بالاسناد الي ابن عباس ، فراجع من المنتخب ما هو في السطر الاول في هامش ص ٣٩ ج ٥ من مسند احمد ، ونقله علامة المعتزلة في ص ٤٥١ ج ٢ من شرح النهد عن مسند الإمام احمد.