[وآله] وسلّم ، عاد فاطمة في مرض أصابها على عهده ، فقال لها : كيف تجدينك؟
قالت : والله! لقد اشتدّ حزني ، واشتدّت فاقتي ، وطال سقمي.
قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أوَ ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أُمّتي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً. انتهى.
والأخبار في ذلك متضافرة لا تحتملها مراجعتنا».
قال السيّد ـ رحمه الله ـ :
«وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليّ لا يمكن جحودها ، إذ لا ريب في أنّه عهد إليه ـ بعد أن أورثه العلم والحكمة (١) ـ بأن يغسّـله ويجـهّزه ويدفنه (٢) ، ويفي دينه ، وينجز
____________
(١) قف على المراجعة ٦٦ ، تعلم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أورثه ذلك.
(٢) أخرج ابن سعد ص ٦١ من القسم ٢ ج ٢ من طبقاته عن عليّ ، قال : أوصى النبيّ أن لا يغسّله أحد غيري.
وأخرج أبو الشيخ وابن النجّار ـ كما في ص ٥٤ ج ٤ من كنز العمّال ـ عن عليّ ، قال : أوصاني رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال : إذا أنا متّ فغسّلني بسبع قرب.
وأخرج ابن سعد عند ذكر غسل النبيّ ص ٦٣ القسم ٢ ج ٢ من طبقاته ، عن عبد الواحد بن أبي عوانة ، قال : قال رسول الله في مرضه الذي توفّي فيه : يا علي! اغسلني إذا متّ.
قال : قال علي : فغسّلته ، فما آخذ عضواً إلاّ تبعني.
وأخرج الحاكم ص ٥٩ ج ٣ من المستدرك ، والذهبي في تلخيصه وصحّحاه ، بالإسناد إلى عليّ ، قال : غسّلت رسول الله ، فجعلت أنظر ما يكون من الميت ، فلم أرَ شيئاً ، وكان طيّباً حيّاً وميّتاً ..
وهذا الحديث أخرجه سعيد بن منصور في سننه ، والمروزي في جنائزه