وإن قلّ ، وليس البرّ بالكثرة ; وذلك أنّه هو قال : (ويُؤثِرونَ على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ثمّ قال : (ومَن يُوق شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون) (١)» (٢).
وعنه (عليه السلام) : «إنّ المؤمن ليتحف أخاه التحفة.
قلت : وأيّ شيء التحفة؟
قال : من مجلس ومتّكأ وطعام وكسوة وسلام ، فتتطاول الجنّة مكافأة له ، ويوحي الله إليهما : إنّي قد حرّمت طعامك على أهل الدنيا ، إلاّ على نبيّ أو وصيّ نبيّ ، فإذا كان يوم القيامة ، أوحى الله عزّ وجلّ إليهما ، إنّي كافئ أوليائي بتحـفهم ; فيخرج منها وُصفاء ووصائف ، معهم أطباق مغطّاة بمناديل من لؤلؤ ، فإذا نظروا إلى جهنّم وهولها ، وإلى الجنّة وما فيها ، طارت عقولهم ، وامتنعوا أن يأكلوا ، فينادي مناد من تحت العرش : إنّ الله عزّ وجلّ قد حرّم جهنّم على مَن أكل من جنّته. فيمدّ القوم أيديهم فيأكلون» (٣).
«منه» (قدس سره)
[١٨] باب : في خدمة المؤمن ونصيحته
محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن صالح بن أبي الأسود ،
____________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٩.
(٢) الكافي ٢ / ١٦٥ ح ٦ ، مصادقة الإخوان : ٦٦ ح ٢ ، وسائل الشيعة ١٦ / ٣٧٧ ح ١ ، مستدرك وسائل الشيعة ١٢ / ٤١٢ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٢٩٩ ح ٣٥.
(٣) الكافي ٢ / ١٦٥ ح ٧ ، وسائل الشيعة ١٦ / ٣٧٥ ح ٤ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٠٠ ح ٣٦.