عن علي بن هاشم البريد ، عن أبيه : «إنّ رجلاً سأل عليّ بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد؟
فقال : عشرة أشياء ; فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع ، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين ، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا ، ألا وإنّ الزهد من آية من كتاب الله عزّ وجلّ : (لكيلا تأْسَوا على ما فاتَكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (١)» (٢).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنّه قال : «كلّ قلب فيه شكّ أو شرك ، فهو ساقط ، وإنّما أرادوا بالزهد في الدنيا ; لتفرغ قلوبهم للآخرة» (٣).
وفي رواية كالموثّقة : عنه (عليه السلام) ، أنّه قال : «ما أعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء من الدنيا ، إلاّ أن يكون فيها جائعاً خائفاً» (٤).
وفي رواية صحيحة أُخرى : عنه (عليه السلام) ، قال : «خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محزون ، فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمّد! هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، يقول لك ربّك : افتح وخذ منها ما شئت ، من غير أن تنقص شيئاً عندي.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الدنيا دار مَن لا دار له ، ولها يجمع مَن لا عقل له.
فقال الملك : والذي بعثك بالحقّ ، لقد سمعت هذا الكلام من ملك
____________
(١) سورة الحديد ٥٧ : ٢٣.
(٢) الكافي ٢ / ١٠٤ ح ٤ ، معاني الأخبار : ٢٥٢ ح ٤ ، الخصال : ٤٣٧ ح ٢٦ ، وسائل الشيعة ١٦ / ١٢ ح ٦ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٥٠ ح ٢٢.
(٣) الكافي ٢ / ١٠٥ ح ٥ ، وسائل الشيعة ١٦ / ١٣ ح ٧ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٥٢ ح ٢٣.
(٤) الكافي ٢ / ١٠٥ ح ٧ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٥٣ ح ٢٥.