كما أخرجه الفرّاء في مصابيحه (١) ، وغيره ، وأمثال ذلك كثير.
وقد أخرج من ذلك صاحب الوسيلة (٢) ، في المجلّد الخامس : في فضل أهل البيت (عليهم السلام) ، وهو من شيوخ المخالفين (٣) ; فليطالع هناك.
ولا شكّ أنّ هذه الأحاديث جاءت في باب مناقبهم عليهم السلام وفضلهم ; فلو كانت [فاطمة] (٤) عليها السلام تغضب بالباطل لَما جاز من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يغضب لها ..
ولو أمكن صدور الباطل منها لَما ساغ من النبيّ عليه السلام إطلاق لفظ الغضب ، بل كان يجب أن يقيّده ولا يطلقه ..
ولو قيّده ، أو كان مراده ذلك ، لم يبقَ لها مزيّة على غيرها ; إذ يجب عليه أن يغضب لكلّ مسلم ، بل ولكلّ كتابيّ إذا أُغضب بغير الحقّ ; لقوله عليه السلام : «مَن آذى ذميّاً كنتُ خصْمَهُ يومَ القيامة» (٥) ..
____________
والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلينا فقال : «إنّكم على خير» ، وعليه كساء خيبريّ فجلّلهم به وقال : «أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم».
(١) مصابيح السنّة ـ للفرّاء البغوي ـ ٢ / ٤٥٧ ح ٢٧٢٨.
(٢) وسيلة المتعبّدين ٥ ـ ق ٢ ـ / ٢٢٠ ; قال : وعن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ : «أنا حرب لمَن حاربتم ، وسلْم لمَن سالمتم».
(٣) في «ب» : وهو من شيوخ الجاهل.
(٤) إضافة يقتضيها السياق.
(٥) قال الملاّ عمر الموصلي في وسيلة المتعبّدين ٥ ـ ق ٢ ـ / ٢٠٠ : قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «استوصوا بأهل بيتي خيراً ، وإنّي مخاصمكم غداً عنهم ، ومَن أكن خصمه أخصمه ، ومَن أخصمه دخل النار» ..
ونصّ الحديث في كنز العمّال ٤ / ٣٦٢ ح ١٠٩١١ : «مَن آذى ذميّاً فأنا خصْمه ، ومَن كنتُ خصْمه ، خصَمْته يوم القيامة».