ولكان إخراج مثل هذه الأحاديث في باب المناقب خطأ من جميع علماء الإسلام ; وهو معلوم البطلان.
فلم يـبقَ إلاّ أنّ غضبها مطلقاً يغضبه (١) عليه السلام ، وفي ذلك دليل واضح على عصمتها عليها السلام ، وأنّها لا يصدر منها غضب إلاّ وهو بحقّ.
وكذلك الأخبار في حقّ بعلها (عليه السلام) ; لاتّحاد العلّة الموجبة للعصمة.
وكيف لم يكونوا كذلك؟! أم كيف يجوز عليهم الضلال ، وقد دلّ الحديث النبوي الذي لا ينطق عن الهوى ، بأنّ المتمسّك بهم لن يضلّ ، وأتى بـ : «لن» ، النافية للتأبيد بنصّ أهل اللّـغة؟!
فهذا حال المتمسِّـك بهم ; فما ظنّك بالمتمسَّـكين؟!
وإذ قد ظهر لك في ما سردته عليك أنّ تابعهم آمن من الضلال ، سالم من الوبال ، فانْخذِلْ أيّها الأخ عن أقاويل الجهّال ; فإنّها أعاليل بأباطيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..
واعتبر بآية التطهير ; فإنّها عديمة النظير ، وهذا المقال ، للإطناب فيه أفسح المجال ، وإنّما عدلنا عنه ; لأنّ شهرته تغني ، كما قيل :
طلبـت علـى مكارمنا دليلاً |
|
متى احتاج النهـار إلى دليل |
وغيره :
أنتم ذوو الحسب المنيف وطوْلكم |
|
باد على الكرماء والأشراف |
والخمرُ إن قيل ابنة العنب اكتفت |
|
بأب عن الألقاب والأوصاف |
* * *
____________
(١) في «ض» : «بغضبه».