[إجماع المسلمين على ادّعاء فاطمة وبعلها (عليهما السلام)
فدكاً والعوالي ميراثاً]
إذا تقرّر ذلك ، فنقول :
لا شـكّ ولا ريب في حصول الإجماع من سائر المسلمين على أنّ فاطمة وبعلها عليهما السلام ادّعيا فدكاً والعوالي ميراثاً ..
ومصداق ذلك : ما ذكره ابن قتيبة في كتاب «السياسة والرياسـة» (١) ، في إمامة أبي بكر ، من قول فاطمة (عليها السلام) لأبي بكر : «ما بالك يرثك أهلك ولا نرث رسول الله؟!» (٢).
ومثله : في جامع الأُصول : عن أبي هريرة ، قال : جاءت فاطمة إلى أبي بكر ، فقالت : «من يرثك؟» ، قال : أهلي وولدي. قالت : «فما لي لا أرث أبي؟!» (٣) ; أخرجه بتمامه الترمذي (٤).
ومثله : ما أخرجـه البخاري من قوله : قالت عائشة : لمّا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاءت فاطمة تطلب ميراثها من أبي بكر ... إلى آخره (٥).
____________
(١) هو المعروف بـ : الإمامة والسياسة ; ولم نظفر بما ذكره المصنّف (رحمه الله) في ما توفّر من طبعاته ; إذ يبدو أنّ الأيدي المؤتمنة على التراث لم يسلم منها هذا الكتاب!!
لكن اطمئناناً إلى صحّـة وأمانة النقل ; تتبّعنا نسخاً عديدة من الكتاب ، مطبوعة ومخطوطة ، حتّى عثرنا ـ بعد متابعة مضنية ـ على العبارة بنصّها في السطر الأوّل من الورقة ١٢ ب من إحدى مخطوطاته ، وهي المحفوظة في خزانة الآستانة الرضوية المقدّسـة برقم ٤١٧٣ ، والمذكورة في الفهرست الألفبائي لمخطوطاتها : ٦٦ ـ ٦٧.
(٢) انظر : فتوح البلدان ـ للبلاذري ـ : ٤٤.
(٣) جامع الأُصول ٩ / ٦٣٩ ح ٧٤٣٩.
(٤) انظر : الجامع الصحيح ٤ / ١٧٥ ح ١٦٠٨ ، باب : ما جاء في تركة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٥) انظر : صحيح البخاري ٤ / ٩٦ وج ٥ / ٢٥ ; وفيه : «عن عائشـة : أنّ فاطمة