وأخرج في جامع الأُصول أيضاً ، في المجلّد الأوّل قريباً من آخره ، في أوّل الفرع الرابع : في قسمة الفيء وسهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عن مالك ابن أوس بن الحدثان (١) ، قال : أرسل إليّ عمر ، فجئته حين تعالى النهار ... إلى آخره (٢) ..
وفيه : قال أبو بكر : فجئتماني ـ يعني عليّاً والعبّاس ـ تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ـ يعني عليّاً ـ ميراث امرأته من أبيها ، فقال أبو بكر : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا نورث ما تركناه صدقة» (٣).
قال عمر : ثمّ توفّي أبو بكر فولّيتها ، ثمّ جئتني أنت وهذا ... إلى آخره.
ثمّ قال : وفي رواية البخاري ومسلم ، بموجب ما أخرجه الحميدي ، وفيها : فقال ـ يعني عمر ـ : وأنتما حينئذ ـ وأقبل على عليّ وعبّاس ـ تزعمان أنّ أبا بكر فيها كاذب ... إلى آخره.
وفي كتاب مسلم : قال أبو بكر : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا نورث
____________
والعبّاس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر ..
فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : لا نورث ما تركناه صدقة ، إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال. والله! لا أدع أمراً رأيت رسول الله يصنعه.
قال : فغضبت فاطمة وهجرته ، ولم تكلّمه حتّى ماتت ، فدفنها عليّ ليلاً ولم يؤذن أبا بكر. قالت عائشة : كان لعليّ وجه في حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عند ذلك».
(١) انظر ترجمته في : تهذيب الكمال ٢٧ / ١٢١.
(٢) وفي صحيح البخاري : متع النهار ; انظر : صحيح البخاري ٤ / ٩٦.
(٣) جامع الأُصول ٢ / ٦٩٩ ; ثمّ انظر : صحيح البخاري ٧ / ٨١ ـ ٨٢ ، والحديث طويل ; فراجـع.