ما تركناه (١) صدقة ، فرأيتماه (٢) كاذباً ، آثماً ، غادراً ، خائناً ... إلى آخره.
وفيه : ثمّ توفّي أبو بكر ، فقلت : أنا وليّ رسول الله ووليّ أبي بكر ، فرأيتماني كاذباً ، آثماً ، غادراً ، خائناً ... إلى آخره (٣).
ثمّ قال : وأخرجه الترمذي مختصراً (٤) ، وأخرجه أبو داود بطوله (٥).
فهذه سائر صحاحهم قد نطقت بأنّ عليّاً والعبّاس وفاطمة عليهم السلام قد ادّعوا الميراث ، وقد ثبت عصمة عليّ وفاطمة عليهما السلام دون غيرهما وفاقاً ; فلا يَخْلُوا : إمّا أن يكون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أعلمهما بالخبر ـ وهو أنّ الذي تركه صدقة ـ أو لا ; وكلا الأمرين محال ..
أمّا الأوّل : فلأنّه يلزم كلّ واحد من عليّ وفاطمة قول الزور والباطل والتـرع (٦) إلى أكل أموال المسلمين بغير حقّ وحاشاهما من جميع ذلك ; لأنّ هذه صفات الشياطين دون صفات المعصومين.
وأيضاً قد نطق القرآن المجيد بزهدهما في المباح وإيثارهما (٧) به مع حاجتهما إليه في سورة (هل أتى) وإطعامهما الطعام على حبّه (٨) ، فنسبة الباطل إليهما خروج عن الملّة.
____________
(١) في «مج» و «ض» : «تركنا» ; وأثبتنا ما في «ب».
(٢) في «مج» و «ض» : «فأنتما» ; وأثبتنا ما في «ب».
(٣) انظر : صحيح مسلم ٣ / ١٣٧٩ كتاب الجهاد والسير ، باب : حكم الفيء.
(٤) انظر : الجامع الصحيح ـ للترمذي ـ ٤ / ١٥٨ ح ١٦١٠ ; وفيه : «قال أبو عيسى : وفي الحديث قصّة طويلة ، وهذا حديث حسن صحيح».
(٥) انظر : سُنن أبي داود ٢ / ٢٧ ، باب في صفايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٦) كذا في «مج» و «ض» ; وهو الصحيح ، وفي «ب» : «التسرّع».
(٧) في «ب» : «وآثارهما».
(٨) إشارة إلى الآية : (ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) ، سورة الإنسان ٧٦ : ٨.