وإنفاقه في معصية الله تعالى ، ولو كان العلم والنبوّة لَما جاز من زكريّا الخوف من وصول الخير والفضل إلى غيره فضلا عن مواليه ، وإلاّ لكان حاسداً منّاعاً للخير ، وحاشاه من ذلك (عليه السلام).
والعجب من أبي بكر وعمر من أنّهما يخبران عليّاً وفاطمة والعبّاس ، أنّ الأنبياء لا تورث! أما] كان] عليّ (عليه السلام) عارفاً بتفسير قوله تعالى : (وورث سليمان داود) ، وقوله تعالى في (١) زكريّا : (يرثني ويرث من آل يعقوب) ، ومن جملة تلاميذِه : إمام المفسّرين ابن عبّاس؟!
وقد أجمع المسلمون أنّ عليّاً لم يخطئ قطّ في حكم من الأحكام ، وقد قال حين دعا له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما بعثه إلى اليمن بقوله : «اللّهمّ اهدِ قلبه ، واجعل ربيعه القرآن» ، فقال (عليه السلام) : ما شككت في كلام (٢) ; كما أخرجه في الجامع (٣).
ومثله : في البخاري ; قال عمر : وأفضلكم عليّ (عليه السلام) ، أقضاكم
____________
(١) في «ب» : «في حقّ زكريّا».
(٢) انظر : كتاب المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ أقضية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ٧ / ١٣ ح ٥٧ ، وص ٤٩٥ ح ٥ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٧٧٤ كتاب الأحكام ح ٢٣١٠ ..
وانظر : أنساب الأشراف ـ للبلاذري ـ ٢ / ٩٠ ; قال : عن عليّ ، قال : بعثني رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله! أتبعثني وأنا شابّ ، ولا أدري ما القضاء؟! فضرب صدري بيده ثمّ قال : «اللّهمّ اهدِ قلبه وثبّت لسانه» ، فوالله ما شككت في قضاء بين اثنين.
ونصّ الحديث في الصواعق المحرقة ـ لابن حجر ـ : ١٢٢ : قال الهيتمي : (الحديث العاشر :) أخرج الحاكم وصحّـحه : عن عليّ ، قال : بعثني رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله! بعثتني وأنا شابّ أقضي بينهم ، ولا أدري ما القضاء؟! فضرب صدري بيده ثمّ قال : «اللّهمّ اهدِ قلبه وثبّت لسانه» ، فوالذي فلق الحبّة ما شككت في قضاء بين اثنين.
(٣) انظر : جامع الأُصول ٨ / ٦٥٧ ح ٦٥٠١.