تا الله ما جهل الأقوام موضعها |
|
لكنّهم ستروا وجه الّذي علموا |
وأيضاً فإنّ مخالفينا ـ كزيد بن أبي أوفى (١) وغيره ـ قد رووا أنّ عليّاً (عليه السلام) ورث علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; ومَن ورث علم رسول الله ، كيف يخفى عليه تفسير هاتين الآيتين؟! لولا الهوى ، أعاذنا الله تعالى منه.
فإن قال المخالف :
إذا كان كذلك ، فهلاّ أخذهما حين أفضى الأمر إليه عليه السلام؟!
الجواب :
إنّه اقتدى [بـ] ـرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين هاجر من مكّة ، وباع عقيل دوره (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكّة ، فلمّا فتحها لم ينزلها صلّى الله عيه وآله ، فقيل له : لمَ لا تنزل في دورك؟
فقال : وهل ترك لي عقيل من دار (٢)؟!
وأيضاً قد سئل الصادق (عليه السلام) عن ذلك؟ فقال : إنّ الظالم والمظلوم قد وصلا إلى الله سبحانه ، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه الظالم وأثاب عليه المظلوم (٣).
____________
(١) في النسخ : أدمى ; راجع : الهامش الخاص بهذا الاسم ، الذي مرّ قبل صفحات.
(٢) انظر : كتاب الأموال ـ لأبي عبيد القاسم بن سلاّم ـ : ٢٢٣ ، وأنساب الأشراف ـ للبلاذري ـ ٢ / ٧٢ عليّ وبنوه.
(٣) وقريب منه : ما ذكره الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي الحسين ابن بابويه القمّيّ (رحمه الله) (ت ٣٨١ هـ) في علل الشرائع : ١٥٤ ; وهذا نصّه :
باب ١٢٤ ـ العلّة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين فدك لمّا ولي الناس :
حدّثنا علي بن أحمد محمّد الدقّاق (رحمه الله) ، قال : حدّثني محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن