ومصداق ذلك : ما جاء عنه في نهج البلاغة من قوله (عليه السلام) : «بلى ، كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء (١) ، فشحّتْ عليها نفوس قوم ، وسختْ عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحَكَمُ الله .. وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانّها في غد جَدَث؟!» ... إلى آخره (٢).
وقال (عليه السلام) في موضع منه : رضينا بالله حكماً (٣).
____________
بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت له : لمَ لم يأخذ أمير المؤمنين عليه السلام فدك لمّا ولي الناس ، ولأيّ علّة تركها؟
فقال : لأنّ الظالم والمظلوم كانا قدما على الله عزّ وجلّ ، وأثاب الله المظلوم وعاقب الظالم ، فَكرِه أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب ..
وانظر : ما ذكره السيّد ابن طاووس في الطرائف : ٢٥١.
(١) في النسخ : «وأقلّته الغبراء» ; وهي ليست موجودة في أصل النهج.
(٢) من كتابه عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري ، وهو الكتاب الخامس والأربعون من نهج البلاغة ; انظر : شرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ ١٦ / ٢٠٨ ، شرح النهج ـ للشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ٧٩ ، مصادر نهج البلاغة ـ للسيّد عبد الزهراء الخطيب ـ ٣ / ٣٦٨.
(٣) قال علي بن إبراهيم القمّي في تفسير : (فآت ذا القربى حقّه) من سورة الروم ٢ / ١٥٥ :
«فإنّه حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : لمّا بويع لأبي بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها ، فجاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر! منعتني عن ميراثي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الله.
فقال لها : هاتي على ذلك شهوداً.
فجاءت بأُمّ أيمن ، فقالت : لا أشهد حتّى أحـتجّ يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقالت : أنشدك الله! ألست تعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إنّ