____________
أُمّ أيمن من أهل الجنّة؟!
قال : بلى.
قالت : فأشهد أنّ الله أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (فآت ذا القربى حقّه) فجعل فدك لفاطمة بأمر الله.
وجاء عليّ فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً بفدك ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب؟
فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت في فدك ، وشهدت لها أُمّ أيمن وعليّ ، فكتبت لها بفدك.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه ، وقال : هذا فيء المسلمين ، وقال : أوس ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّه قال : إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ، فإنّ عليّاً زوجها يجرّ إلى نفسه ، وأُمّ أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.
فخرجت فاطمة (عليها السلام) من عندهما باكية حزينة.
فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ (عليه السلام) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال : يا أبا بكر! لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ، وقد ملكَتْه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
فقال أبو بكر : هذا فيء المسلمين ، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلها ، وإلاّ فلا حقّ لها فيه.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا أبا بكر! تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟
قال : لا.
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ادّعيت أنا فيه ، مَن تسأل البيّنة؟
قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين.
قال : فإذا كان في يدي شيء وادّعى فيه المسلمون فتسألني البيّنة على ما في يدي ، وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعدها ، ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوا علَيّ شهوداً كما سألتني على ما ادّعيت عليهم!
فسكت أبو بكر ، ثمّ قال عمر : يا عليّ! دعنا من كلامك فإنّا لا نقوى على حججك ، فإن أتـيت بشهود عدول ، وإلاّ فهو فيء المسلمين ، لا حقّ لك