____________
ولا لفاطمة فيه.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟
قال : نعم.
قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) ، في مَن نزلت ، أفينا أم في غيرنا؟!
قال : بل فيكم.
قال : فلو أنّ شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ، ما كنت صانعاً؟
قال : كنت أُقيم عليها الحدّ ، كما أُقيم على سائر المسلمين.
قال : كنت إذاً عند الله من الكافرين.
قال : ولمَ؟
قال : لأنّك رددت شهادة الله لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها فدك وقبضتْه في حياته ، ثمّ قبلتَ شهادة أعرابي بايل على عقبه عليها ، فأخذت منها فدك ، وزعمت أنّه فيء المسلمين ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : البيّنة على مَن ادّعى واليمين على مَن ادُّعي عليه.
قال : فدمدم الناس ، وبكى بعضهم ، فقالوا : صدق والله عليّ. ورجع عليّ إلى منزله.
قال : ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام ، وهي تبكي وتقول :
إنّا فقدناك فقْد الأرض وابلها |
|
واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغبِ |
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنتَ شاهدها لم تكثر الخطبِ |
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا |
|
فغاب عنّا وكلّ الخير محتجبِ |
وكنت بدراً ونوراً يُستضاء به |
|
عليك تنزل من ذي العزّة الكتبِ |
فقمّصَتْنا رجال واستُخفّ بنا |
|
إذ غبت عنّا فنحن اليوم نُغتصبِ |
فكلّ أهل له قرب ومنزلة |
|
عند الإله على الأدنين يقتربِ |
أبدتْ رجال لنا فحوى صدورهم |
|
لمّا مضيتَ وحالتْ دونك الكثبِ |
فقد رُزينا بما لم يُرزأه أحد |
|
من البريّة لا عُجم ولا عربِ |