____________
وقد رُزينا به محضاً خليقته |
|
صافي الضرائب والأعراق والنسبِ |
فأنت خير عباد الله كلّهم |
|
وأصدق الناس حين الصدق والكذبِ |
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيَتْ |
|
منّا العيون بهمّال لها سكبِ |
سيعلم المتولّي ظلم خامتنا |
|
يوم القيامة أنّى كيف ينقلبِ |
قال : فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر ، فدعاه ثمّ قال : أما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم؟! والله لإن قعد مقعداً مثله ليفسدّنّ أمرنا ، فما الرأي؟
قال عمر : الرأي أن نأمر بقتله.
قال : فمَن يقتله؟
قال : خالد بن الوليد.
فبعثا إلى خالد فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم.
قال : حمّلاني ما شئتما ، ولو قتل عليّ بن أبي طالب.
قالا : فهو ذاك.
فقال خالد : متى أقتله؟
قال أبو بكر : إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلّمت فقم إليه فاضرب عنقه.
قال : نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل عليّ وفاطمة فاقرأيهما السلام وقولي لعليّ : (إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخْرج إنّي لك من الناصحين) [سورة القصص ٢٨ : ٢٠] ، فجاءت الجارية إليهما فقالت لعليّ : إنّ أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول : (إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخْرج إنّي لك من الناصحين).
فقال عليّ (عليه السلام) : قولي لها : إنّ الله يحيل بينهم وبين ما يريدون.
ثمّ قام وتهيّأ للصلاة ، وحضر المسجد ، ووقف خلف أبي بكر ، وصلّى لنفسه ، وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السـيف ، فلمّا جلس أبو بكر في التشهّد ندم على ما قال وخاف الفتنة ، وشدّة عليّ وبأسـه ، فلم يزل متفكّراً لا يجسر أن يسلّم حتّى ظنّ الناس أنّه قد سها ، ثمّ التفت إلى خالد فقال : يا خالد! لا تفعل ما أمرتك به ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.