فلينظر العاقل بعين الإنصاف ، ويتنكّب عن طريق الزيغ والاعتساف : هل كان مروان وزوجته أحقّ من فاطمة وبعلها بإرث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وهل أولاد مروان وأولاد زوجته ابنة عثمان أحقّ من أولاد عليّ وزوجته ابنة رسول الله؟!
أم ركب القوم الباطل وتسكّعوا (تسعكوا خ ل) في وهاد الضلال ، فعل أوباش الجهّال ، عناداً لخير عترة وآل (١)؟!
فلو أنّ مسلماً مات من هذا حزناً وكمداً لم يكن عند الله سبحانه ملوماً ، ولا مفنّداً.
وهل يفعل مثل هذا الفعل مَن آمن برسول الله؟!
كلاّ وربّ الراقصات إلى منى ، ما آمن القوم بمحمّد!
فما تراهم أن يقولوا إذا لقوا محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال لهم : كنت عهدت إليكم وأوصيتكم في أهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ، فكيف خلّفتموني؟
فإن صدقوا قالوا : آوينا مَن طردته وأبعدته ، وأبعدنا مَن وصيّتنا في مودّته ، وسلبنا ملكه ، وابتززناه حقّه.
____________
فعددتها فإذا هي خمسمائة. فقال أبو بكر : خذ مثليها ..
انظر : كتاب الطرائف : ٢٥٠ ، والمسند ـ للحميدي ـ ٢ / ٥١٨.
قال رواة رسالة المأمون : فتعجّب المأمون من ذلك وقال : أما كانت فاطمة وشهودها يجرون كجري جرير بن عبد الله وجابر بن عبد الله؟!
ثمّ تقدّم بسطر الرسالة المشار إليها ، وأمر أن تقرأ بالموسم على رؤوس الأشهاد ، وجعل فدك والعوالي في يد محمّد بن يحيى بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام يعمرها ويستغلّها ، ويقسم دخلها بين ورثة فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيّهم.
(١) في «مج» و «ض» : «عناد الخيرة عترة وآل».