قال في الجامع أيضاً : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أُري بني أُميّة على منبره فساءه ذلك (١).
قوله : فساءه ذلك ; وقد فسّر ذلك أكثر مفسّري المخالف في تفسير [سورة] بني إسرائيل ، عند ذكره تعالى : (والشجـرة الملعونـة في القرآن) (٢).
وقال في المصابيح : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مات وهو يكره ثلاثة أحياء : ثقيفاً ، وبني حنيفة ، وبني أُميّة .. الحديث (٣).
فهذه صحاحهم وأعظم كتبهم تشهد بأنّ أئمّتهم قد أسخطوا أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وآووا أعداءه وآثروهم على أهل بيته ، وأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) مات وهو ساخط عليهم ، وأنّهم خالفوه في حياته وبعد وفاته ، وجرّعوا ابنته المظلومة غصصاً حتّى مماتها ..
وفي الباب أبيات القاضي [ابن قريعة] (٤) :
____________
(١) جامع الأُصول ٩ / ٢٤٢ ح ٦٨٣٨ ، عن الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام) إذ سبّه رجل فقال (عليه السلام) : لا تؤنّبني رحمك الله ، فإنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أُري بني أُميّة على منبره ، فساءه ذلك ، فنزلت : (إنّا أعطيناك الكوثر) ، يا محمّد ، يعني : نهراً في الجنّة ، ونزلت : (إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر) يملكها بعدك بنو أُميّة يا محمّد.
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٦٠.
(٣) مصابيح السنّة ـ للفرّاء البغوي ـ ٤ / ١٤٠ ح ٤٦٨٩ ; وهذا نصّه : عن عمران بن حصين ، قال : مات النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهو يكره ثلاثة أحياء : ثقيفاً ، وبني حنيفة ، وبني أُمّية.
(٤) هو : القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن المعروف بـ : «ابن قريعة» ، المولود سنة ٣٠٢ هـ ، كان قاضياً في السنديّة ، وكان فاضلاً ، أديباً ، ظريفاً ، شاعراً ،