على أنّ أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيراً ، لصلابته في السنّة» (١).
وإنّما ذكرت كلام ابن عدي بتمامه لأُمور :
الأوّل : إنّه قد أورد حديث الوصيّة بترجمة شريك ، ولم يورده بترجمة محمّد بن حميد ، مع أنّه قد أورد أحاديث أُخر.
والثاني : إنّه قد استشهد بحديث الوصيّة لرواية محمّد بن إسحاق عن شريك ، ولم يذكر حديثاً آخر ـ بخلاف غير ابن إسحاق من الرواة عن شريك ، فذكر أكثر من حديث ـ وذلك ظاهر في أنّ لا رواية له عنه غيرها ، فلو كان حديث الوصيّة موضوعاً لَما استشهد به على كون شريك من مشايخ ابن إسحاق.
والثالث : إنّ ابن عدي لم يقدح في محمّد بن حميد ، بل إنّ كلمته في آخر كلامه بترجمته ظاهرةٌ في المدح ، غير أنّ في أحاديثه ما أُنكر عليه.
وبعد ..
فإنّ الرجل قد تضاربت آراء العلماء فيه ; ففي تهذيب الكمال : «قال أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف الحافظ : قلت لمحمّد بن يحيى الذهلي : ما تقول في محمّد بن حميد؟
قال : ألا تراني؟! هو ذا أُحدّث عنه.
قال : وكنت في مجلس أبي بكر الصاغاني محمّد بن إسحاق ، فقال : حدّثنا محمّد بن حميد.
فقلت : تحدّث عن ابن حميد؟!
____________
(١) الكامل في الضعفاء ٧ / ٥٢٩ ـ ٥٣٠.