الذهبي ; فكذّب بالحديث زوراً وبهتاناً ، ثمّ قال : «ولا يحتمله شريك».
قلت :
ولماذا لا يحتمله شريك ، وقد رويتم عنه بالأسانيد أنّه روى عن أبي إسحاق ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : «عليّ خير البشر ، فمَن أبى فقد كفر»؟!
قال ابن عدي : «وقول شريك رواه رجل من أهل الكوفة يقال له : الحرّ بن سعيد ، وقد رواه عن الحرّ غير واحد. وروى عنه أحمد بن يحيى الصوفي وقال : ثنا الحرّ بن سعيد النخعي ـ وكان من خيار الناس ـ» (١).
فظهر : أنّه ليس الراوي عنه بعض الكذّابين ، كما زعم الذهبي ذلك زوراً وبهتاناً (٢).
تتمّـة :
إنّ لحديث بريدة طرقاً عديدة ، كما عرفت ، ومنها طريق الحاكم ـ وليس فيه محمّد بن حميد ـ وقد أخرجه ابن الجوزي ; إذ قال :
«أنبأنا زاهر بن طاهر ، قال : أنبأنا أبو بكر البيهقي ، قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، قال : أنبأنا محمود بن محمّد أبو محمّد المطوعي ، قال : حدّثنا أبو حفص محمّد بن أحمد بن رازبة ، قال : حدّثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله الفرياناني ، قال : حدّثنا سلمة بن الفضل ، عن محمّد بن إسحاق ، عن شريك بن عبد الله ، عن أبي ربيعة
____________
(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١٤ ـ ١٥.
(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.