وسئل قثم بن العبّاس ـ في ما أخرجه الحاكم في المستدرك (١) ، والذهـبي في تلخيصه ، جازمين بصحّته ـ فقيل له : كيف ورث عليّ رسول الله دونكم؟
فقال : لأنّه كان أوّلنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لزوقاً.
قلت : كان الناس يعلمون أنّ وارث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إنما هو علي ، دون عمّه العبّاس وغيره من بني هاشم ، وكانوا يرسلون ذلك إرسال المسلمّات ، كما ترى ، وإنّما كانوا يجهلون السبب في حصر ذلك التراث بعليّ ، وهو ابن عمّ النبي دون العبّاس ، وهو عمّه ، ودون غيره من بني أعمامه وسائر أرحامه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولذلك سألوا عليّاً تارة ، وقثماً أُخرى ، فأجابهم بما سمعت ، وهو غاية ما تصل إليه مدارك أولئك السائلين ، وإلاّ فالجواب : إنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم محمّداً فجعله نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار عليّاً ، فأوحى إلى نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : أن يتّخذه وارثاً ووصيّاً.
قال الحاكم ـ في ص ١٢٥ ج ٣ من المستدرك ، بعد أن أخرج عن قثم ما سمعته ـ : حدّثني قاضي القضاة أبو الحسن محمّد بن صالح الهاشمي ، قال : سمعت أبا عمر القاضي ، يقول : سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي ، يقول : وقد ذكر له قول قثم هذا ، فقال : إنّما يرث الوارث بالنسب ، أو
____________
العمال ، واخرجه النسائي في ص ١٨ من الخصائص العلوية ، ونقله ابن ابي الحديد عن تاريخ الطبري في اواخر شرح الخطبة القاصعة ص ٢٥٥ ج ٣ من شرح النهج ، ودونك ص ١٥٩ ج ١ من مسند الامام احمد بن حنبل ، تجد الحديث بالمعني.
(١) ص ١٢٥ ج ٣ ، واخرجه ابن ابي شبية ايضا ، وهو الحديث ٦٠٨٤ في ص ٤٠٠ ج ٦ من كنز العمّال.