الرسل ، ولم يقصّر في إنذار أتباعه عمّا نهى الله تعالى ، وهو تعالى عالم ببراءة نبيّـه عن انحراف أُمّته ، لكن باعتبار كون الأُمّة تحت مسؤولية نبيّها. كما تشير الآية : (ولكلّ أُمّة رسولٌ فإذا جاء رسولُهُم قُضِيَ بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) (١) إلى أنّ محاسبة كلّ أُمّة في المعاد إنّما تبدأ بحضور وإشراف رسول تلك الأُمّة.
ونظير ذلك : الآية الأُخرى : (يوم ندعو كلَّ أُناس بإمامهم) (٢).
وعلى هذا النمط جملة من الخطابات الموجّهة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ممّا ظاهرها العتاب بأفعال أُمّته ، وهذا ما يراد من أنّ القرآن نزل بـ : «إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة» (٣).
* الثالث : الخطأ في التأويل أو التفسير أو القراءة للآية ..
فإنّ في جملة من الموارد المدّعاة أنّها من العتاب والتأنيب هو من الاستظهار الخاطئ لمفاد الآيات ، أو التأويل للظهور بروايات موضوعة ، أو التشبّث بقراءة وترك القراءات الأُخرى الأصحّ.
وإلى جملة من ذلك يشير الإمام الرضا (عليه السلام) ، في ما روي عنه ، عندما قال له المأمون : يا ابن رسول الله! أليس من قولك : «إنّ الأنبياء معصومون»؟! قال : «بلى» ، فأخذ المأمون يسأل عن جملة من الآيات المتشابهة الموهمة لخلاف ذلك ، منها : قول الله عزّ وجلّ : (فلمّا آتاهما صالحاً جعلا له شركاءَ في ما آتاهما) (٤)؟
____________
(١) سورة يونس ١٠ : ٤٧.
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٧١.
(٣) بحار الأنوار ٩ / ٢٢٢.
(٤) سورة الأعراف ٧ : ١٩٠.