فقال الرضا (عليه السلام) : «إن حوّاء ولدت خمسمائة بطن ، في كلّ بطن ذكر وأُنثى ، وإنّ آدم وحواء عاهدا الله ودعواه قالا : (لئن آتيتنا صالحاً لنكوننّ من الشاكرين) (١) ، فلمّا آتاهما صالحين من النسل ، خلْقاً سويّاً بريئاً من الزمانة والعاهة ، كان ما آتاهما صنفين : صنفاً ذكراناً ، وصنفاً إناثاً ، جعل الصنفان لله تعالى شركاء في ما آتاهما ، ولم يشكراه شكر أبويهما له عزّ وجلّ ; قال الله تعالى : (فتعالى الله عمّا يشركون) (٢).
فقال المأمون : أشهد أنّك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حقّاً ...
وقال (عليه السلام) في قوله تعالى : (ألم يجدك يتيماً فآوى) ، يقول : ألم يجدك وحيداً فآوى إليك الناس؟
(ووجدك ضالاّ) يعني : عند قومك ، (فهدى) أي : هداهم إلى معرفتك؟
(ووجـدك عائـلا فأغنـى) ، يقول : أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً؟ و ...
وفي قوله تعالى : (ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر) ، فقال (عليه السلام) : «لم يكن أحد عند مشركي أهل مّكة أعظم ذنباً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; لأنّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنماً ، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم ، وقالوا : (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب * فانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إنّ هذا لشيء يراد * ما سمعنا بهذا في
____________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٨٩.
(٢) سورة الأعراف ٧ : ١٩٠.