عمدت بالفعل إلى تشكيل لجنة علمية من بين اعضائها لتتولى عملية اختيار ما يصلح من تلك النتاجات للنشر ، وبخاصة ما كان منها تراثيا لتضيفه الى جملة منشوراتها السابقة.
ومما يبعث على الأمل والاعتزاز ان يكون أول إصداراتها بعد تشكيل هذه اللجنة وقيامها بمهمتها هو كتاب (الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد) الذي نقدم له الآن ونقدمه إلى الباحثين المعنيين بالدراسات العقائدية والذي هو من تصنيفات الشيخ محمد بن الحسن الطوسي مؤسس مدرسه النجف وباعث حركتها العلمية.
ولا نذكر جديدا هنا إذا قلنا ان الطوسي ـ الذي نمر بذكره كمؤلف لهذا الكتاب ـ كان وما يزال من ألمع بناتنا العلميين واكثرهم شخوصا وشموخا عبر تاريخنا الطويل ، فهو مؤلف وباحث موسوعي .. برع وأحاط بشتى صنوف المعرفة الاسلامية من تفسير وحديث وفقه وأصول وعلم رجال .. إلى جانب ما برع به من علوم العقائد واللغة والآداب ونحوها.
وهو فوق ذلك رائد حركة اصلاحية في تطوير الدراسة الدينية وتنهيجها وفي تأسيس وتأصيل كثير من مناحي المعرفة ، مثلما هو رائد اسلامي تسنم بخاصة منصب زعامة الامامية حتى لقب بشيخ الطائفة ، اشارة إلى هذه الطائفة الثانية الكبيرة من طوائف المسلمين. وقد تعرضت نتيجة لذلك حياته للخطر .. الأمر الذي اضطره للهجرة إلى (النجف) واتخاذها موطنا له فيما المعنا إليه من قبل » كما تعرضت