من جانب آخر حريته الفكرية للحجر حتى اضطر إلى إتلاف الكثير من آثاره ونتاجاته العلمية إثر الغزو السلجوقي المعروف لمدينة بغداد.
(٥)
ولكل هذا وغيره من الجوانب البارزة في حياة شيخنا الطوسي الدالة على اتساع آفاقه العلمية والقيادية فقد كنت أرجو من اللجنة القائمة بتحقيق هذا الكتاب ، بل رجوت منها فعلا أن تتولى ـ وهي تعرض دراستها عن هذا الكتاب ـ : ترجمة حياة المؤلف الطوسي على النحو الذي يسمح لها موضوعها كمقدمة لكتاب. وذلك كما يقضى به نهج الدارسين من محققي كتب التراث.
غير ان بعضهم واجهني بعدم جدوى هذا النحو من الدراسات القائمة على التركيز والاختصار ، من حيث عدم قدرتها ـ في تقديره ـ على ابراز شخصية المترجم له واستيعاب كل جوانبها ومعالمها المهمة ، وخاصة إذا ما كانت هذه الشخصية نظير شخصية الطوسي المتسعة الآفاق ، ولعله كان على جانب من الحق في تبريره هذا .. بيد أن النهج العلمي ـ على أية حال ـ لا يعفيه من هذه المهمة اللصيقة بعمله ومنهاجه.
(٦)
اما الكتاب فان أهميته ـ خلا كونه منسوبا إلى الشيخ الطوسي تلك الشخصية العلمية البارزة ـ ترجع إلى اعتباره من أوفى الكتب العقائدية الصادرة في تلك الحقبة الزمنية المتقدمة ، ومن اكثرها عمقا