الامامية ـ عهدا بذلك وأقربيتهم إلى ينابيع الرسالة .. غير أن جهر المعتزلة بآرائهم ومناداتهم بها إثر اعتزالهم عن الاشاعرة في وقائع خصامية معروفة ، ثم تميزهم بأفكار معينة من علم الكلام اعطاهم تلك الشهرة وطبعهم بها كمذهب مستقل حر الاتجاه.
ولا أجد مجالا لنا ، في هذا الحيز المحدود كمقدمة لكتاب ، للخوض في إثبات هذه الحقيقة وإيراد شواهدها وبيناتها .. هذه التي سبق لغيرنا أن عالجها وعرض لها باسهاب.
(٧)
ومع أن الكتاب في مباحثه التى بين أيدينا هو ليس بالشكل الذي صوره مؤلفه بأنه « الاقتصاد » فيما يتعلق بالاعتقاد ، غير أنه يمكن ان يعتبر اقتصادا واختصارا فعليا بالقياس إلى كتابه الآخر الموسوم ب (تمهيد الأصول) الذي هو شرح على كتاب جمل العلم والعمل للسيد الشريف المرتضى .. حيث نحا فيه المؤلف إلى التفصيل واصفا إياه بأنه كتاب كبير في الأصول (٢) ويعني بها أصول العقائد ، ولكنه كقرينه (الاقتصاد) لم يتلمس ـ إلى الآن ـ طريقه للنشر ولم يتهيأ له في حدود علمنا من يتكفل بتحقيقه وضبط نصوصه.
ولو هيأ لهذا الكتاب الموصوف بالسعة من يتولى تحقيقه هو الآخر لاضاف شيئا جديدا ونافعا إلى معلومات الباحثين عن الفكر الامامي ولعزز كثيرا من رأينا الآنف في ذاتية هذا الفكر واستقلاليته عن فكرة الاعتزال وعسى ان تتهيأ الفرصة أيضا لمحققي هذا الكتاب في