فالذي نراه أن اقتراب الشيعة من المعتزلة فكريا ، وفي الآراء الكلامية ، أمر غير قابل للتشكيك وهذا هو الذي ساعد على الوهم القائل بتبعية الشيعة للمعتزلة لقد استخدم الشيعة والمعتزلة منهجا واحدا ، ومشيا بخطى واحدة ، والعقلية التي يلمسها القارئ لأفكار المعتزلة يجدها نفسها في أفكار وكتابات الشيعة ، حتى إنه من الصعب تمييز الكاتب فيما إذا كان شيعيا أو معتزليا ـ لو قطع النظر عن مسألة الإمامة ـ.
ونحن في غنىّ عن هذا الجدل بعد أن اكتشفنا أصالة الفكر الشيعي عن طريق الالتفات إلى الاقتران التاريخي في البداية الكلامية.