الذي دفع إلى محاولة الإجابة الشاملة عن تلك الاسئلة.
كانت هذه الضرورات شاخصة امام رجال الفكر المسلمين ، تدعوهم إلى اتخاذ موقف.
فالطريقة المنطقية في البحث سيطرت على الأفق ، وأحدثت ضجة كبيرة في الوسط الاسلامي ، فكان لا بدّ من دعم المعتقد الديني وتعزيزه على أساس هذه الطريقة.
كما ان العناصر غير الاسلامية برعت في استغلال هذه الطريقة بعد استعارتها من المصادر اليونانية وغيرها ، مما زاد في حراجة موقف العلماء الاسلاميين.
وكان في آخر المطاف اتساع أفق التفكير في المجمع الإسلامي عقيب التطورات والتحولات الاجتماعية والسياسية التي مر بها.
أمام هذا النداء التاريخي ، ظهر اتجاهان لتحديد الموقف ، واشباع حاجة النداء : اتجاه تقليدي محافظ. واتجاه تحرري منفتح.
مثل الاتجاه الأول (السلف والمحدثون) كما اصطلح عليهم أخيرا.
ومثل الاتجاه الثاني (العدلية) كما اصطلح عليهم أيضا.
طبعا. كان كل من الاتجاهين يقصد الدفاع عن ساحة العقيدة ، واكتساب النصر لها ، وإنما اختلفوا في طريقة ذلك. فالمحدثون رأوا ان مهمة الدفاع عن العقيدة تقتضي الامساك بالزمام سريعا ، وسد الباب أمام موجة الانفتاح الفكري ، أمام كتب اليونان ، أمام العقلية المتفتقة الجديدة ، أمام شبهات الملحدين الموسومة بالطابع المنهجي.