والبقاء المطلق في القشر الظاهري للنصوص (قرآنا وسنة) دون أية محاولة لتطعيمها بالأداة العقلية في البحث.
ومن هنا أعلنوها حربا صريحة ضد الاتجاه الثاني ، حتى كان من قولهم «لا تجوز الصلاة خلف المتكلم ، وان تكلم بحق فهو مبتدع» (١).
أما (العدلية) ـ نسبة إلى قولهم بالعدل الإلهي ـ فقد رأوا ان المواجهة الصحيحة تقتضي الترحيب بالمنهج العلمي الجديد ، وهضمه جيدا ، وبالتالي الانطلاق منه ، وبنفس الطريقة ، لدعم المعتقد الديني. وهكذا كان.
مدرسة أهل البيت (ع):
وكان الأئمة من أهل البيت (ع) في قلب الساحة ، وعلى تفهم تام لأبعاد المشكلة ، وفي سائر الميادين كانوا هم المرجع العلمي. حتى نجد ان الحسن البصري الذي هو من أبرز العلماء والوعاظ في عصر التابعين ، يكتب إلى الامام الثاني من أهل البيت (ع) ـ الحسن بن علي يسأله عن رأيه في مسألة القضاء والقدر التي أغلقت عليه (٢) ، وحتى بحد عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة ، يستعلم من الامام السادس من أهل البيت (ع) ـ جعفر الصادق ـ عن عدد كبير من قضايا التفسير وغيره (٣)
__________________
(١) مفتاح السعادة / طاش كبرى زاده / ج ٢ / ٢٤.
(٢) تحف العقول ، / ١٦٢.
(٣) بحار الانوار / ج ٤٧ / ٢١٦ وغيرها.