وكان موقفهم في مواجهة المشكلة يعتمد على أساس الثقة بالمعتقد الديني ، والثقة في الوقت ذاته بالتفكير العقلي المنطقي ، ومعنى هذا أنهم انطلقوا من الرؤية القائلة بأن احكام العقل لا تصطدم مع المعتقد الديني ، بل هي دائما في صالح العقيدة.
ومن هنا فلا خطر من حركة الانفتاح العقلي ، ولا شيء يخاف منه على الدين.
إذن فالموقف الصحيح هو الترحيب بالمنهج العلمي ، والاستفادة منه في دعم قضايا العقيدة. وكان هذا هو موقف المعتزلة ، الذين انشقوا عن السلف والمحدثين من أهل السنه.
وعلى ذلك فقد أصبح كل من الشيعة والمعتزلة يمثل الموقف الايجابي تجاه البحث العقلي الكلامي ، وكان لقب (العدلية) هو اللقب الجامع لهما ، من حيث اشتراكهما في الايمان بالعدل الالهي.
وتاريخيا تحرك كل من الشيعة والمعتزلة للنهوض بأعباء المهمة العلمية ، مهمة الدفاع عن المعتقد الديني بما يناسب المرحلة ، بينما ظل الآخرون ممثلو الاتجاه الأول (السلبي ، التقليدي) في حالة شه انغلاق ، وهروب من المسئولية. ومن رجال الشيعة والمعتزلة تركبت فئة (المتكلمين) ، الذين واجهوا باصرار وجدارة حركة الالحاد والزندقة ، وأشبعوا العقلية الجديدة ، وحصنوا إطار العقيدة كله.
يبقي ان نلاحظ في هذا الصدد أمرين :
الأمر الأول : ان مدرسة أهل البيت في الوقت الذي تحركت في