المجال العقيدي وسعت لاشباع حاجة المرحلة ، لم تنس أنها ذات مهمة شمولية يدخل في دائرتها كل ما يرتبط بالدين ، سواء على المستوى الفكري ، أو الخلقي ، أو السياسي. وسواء في العقيدة ، أو الفقه.
وحاجة الأمة في هذه المرحلة لم تقتصر على جوانب العقيدة ، وضرورة تأطيرها وصياغتها بشكل أنسب. وإنما كانت الحاجة مماثلة في الفقه أيضا ، في الحلال والحرام.
فقد اتسع أفق الناس في علاقاتهم ، وطريقة معيشتهم ، وصنوف تعاملهم ، بينما هم يبتعدون بالتدريج عن عصر النصوص (القرآن وسنة الرسول) ، ولأجل ذلك كانت الضرورة ملحة أيضا في التوفر على هذا الجانب ، وخلق فئة (الفقهاء) لاشباع هذه الحاجة.
وهنا أيضا كان أهل البيت (ع) في قلب الساحة ، وعلى تفهم تام لمستوى الحاجة ، وبذلك اندفعت مدرستهم لملء هذا المجال ، كما اندفعت لملء المجال العقيدي.
وقد كانت العناية مهمة للغاية بمستوى اننا نلاحظ ظاهرة (التخصص) في تلاميذ هذه المدرسة. فهناك فئة تخصصوا للجانب الفقهي ، يدخل فيها زرارة ، ومحمد بن مسلم ، وأبو بصير ورجال آخرون ، وفئة تخصصوا للجانب العقيدي يدخل فيهم هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، ومؤمن الطاق ، وآخرون.
وبهذه الطريقة وفقت هذه المدرسة للإجابة العملية ـ لا فقط النظرية ـ عن مخاوف وشكوك الاتجاه التقليدي السلبي ، حيث خيل لأربابه ان