فصل (١)
فيما يلزم المكلف
الذي يلزم المكلف أمران : علم وعمل. فالعمل تابع للعلم ومبني عليه ، والذي يلزم العلم به أمران : التوحيد والعدل.
فالعلم بالتوحيد لا يتكامل إلا بمعرفة خمسة أشياء. احدها : معرفة ما يتوصل به إلى معرفة الله تعالى. والثاني : معرفة الله على جميع صفاته. والثالث : معرفة كيفية استحقاقه لتلك الصفات. والرابع : معرفة ما يجوز عليه وما لا يجوز. والخامس : معرفته بانه واحد لا ثاني له في القدم. والعدل لا يتم العلم به إلا بعد العلم بأن افعاله كلها حكمة وصواب ، وأنه ليس في أفعاله قبيح ، ولا اخلال بواجب.
ويتفرع من ذلك وجوب معرفة خمسة اشياء. احدها : معرفة حسن التكليف وبيان شروطه وما يتعلق به. والثاني : معرفة النبوة وبيان شروطها. والثالث : معرفة الوعد والوعيد وما يتعلق بهما. والرابع : معرفة الامامة وشروطها. والخامس : معرفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأنا ان شاء الله ابين فصلا فصلا من ذلك على أخصر ما يمكن وأوجزه ، واردف ذلك بما يجب العمل (١) به من الشرعيات على هذا المنهاج ان شاء الله ومن جهته التوفيق والتسديد.
__________________
(١) في (أ) العلم به. والصحيح ما كتبناه.