فصل (٢)
في ذكر بيان ما يتوصل به الى ما ذكرناه
لا طريق إلى معرفة هذه الأصول التي ذكرناها إلا بالنظر (١) في طرقها ، ولا يمكن الوصول إلى معرفتها من دون النظر. وإنما قلنا ذلك لأن الطرق إلى معرفة الأشياء أربعة لا خامس لها.
أولها : ان يعلم الشيء ضرورة لكونه مركوزا في العقول كالعلم بان الاثنين أكثر من واحد ، وان الجسم الواحد لا يكون في مكانين في حالة واحدة ، وأن الجسمين لا يكونان في مكان واحد في حالة واحدة ، والشيء لا يخلو من ان يكون ثابتا أو منتفيا ، وغير ذلك مما هو مركوز في العقول.
والثاني : ان يعلم من جهة الإدراك إذا أدرك وارتفع اللبس ، كالعلم بالمشاهدات والمدركات لسائر (٢) الحواس.
والثالث : ان يعلم بالأخبار ، كالعلم بالبلدان والوقائع وأخبار الملوك وغير ذلك.
والرابع : ان يعلم بالنظر والاستدلال.
__________________
(١) سيتناول المصنف في فصل قادم من هذا الكتاب مبحث المعارف ، ويدرس مسألة وجوب النظر ، وتوليده للعلم ، ومسائل أخرى ، فراجع.
(٢) في ح بسائر.