التاء. (لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها) في موضع جزم بالنهي وفتحت الراء لالتقاء الساكنين ويجوز كسرها وهي قراءة ، وقرأ أبو عمرو (لا تُضَارَّ) (١) جعله خبرا بمعنى النهي وهذا مجاز والأول حقيقة. وروى أبان (٢) عن عاصم لا تضارر والدة وهذه لغة أهل الحجاز. قال أحمد بن يحيى : يجوز أن يكون تقدير «لا تضارّ والدة» لا تضارر ثم أدغم. قال أبو جعفر : لا تضارّ والدة اسم ما لم يسمّ فاعله إذا كان التقدير لا تضارر وإن كان التقدير لا تضارر كانت رفعا بفعله. (وَلا مَوْلُودٌ) عطف عليها بالواو ولا توكيد. (وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ) رفع بالابتداء أو الصفة. (وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ) التقدير في العربية وإن أردتم أن تسترضعوا أجنبية لأولادكم وحذفت اللام لأنه يتعدّى إلى مفعولين أحدهما بحرف وأنشد سيبويه : [البسيط]
٥١ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٣) |
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٢٣٤)
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) يقال أين خبر «الذين» ففيه أقوال قال الأخفش سعيد : التقدير : والذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا يتربّصن بأنفسهنّ بعدهم أو بعد موتهم ، ثم حذف هذا كما يحذف شيء كثير ، وقال الكسائي : في التقدير يتربّص أزواجهم كما قال جلّ وعزّ (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً ـ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً) [التوبة : ١٠٧ ، ١٠٨] أي لا تقم في مسجدهم وقال الفراء (٤) : إذا ذكرت أسماء ثم ذكرت أسماء مضافة إليها فيها معنى الخبر وكان الاعتماد في الخبر على الثاني أخبر عن الثاني وترك الأول. قال أبو إسحاق : هذا خطأ لا يجوز أن يبتدأ باسم ولا يحدّث عنه. قال أبو جعفر : ومن أحسن ما قيل فيها قول أبي العباس محمد بن يزيد قال : التقدير :
__________________
(١) انظر تيسير الداني ٦٩.
(٢) أبان بن تغلب الربعي الكوفي النحوي ، قرأ على عاصم (ت ١٤١ ه) ، ترجمته في (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ١٦٤ ، وغاية النهاية لابن الجزري ١ / ٤).
(٣) الشاهد لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٢٤ ، والدرر ٥ / ١٨٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٢٧ ، والكتاب ١ / ٧٢ ، ومغني اللبيب ص ٣١٥ ، ولخفاف بن ندبة في ديوانه ص ١٢٦ ، وللعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٣١ ، ولأعشى طرود في المؤتلف والمختلف ص ١٧ ، وهو لأحد الأربعة السابقين أو لزرعة بن خفاف في خزانة الأدب ١ / ٣٣٩ ، ولخفاف بن ندبة أو للعباس بن مرداس في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤ / ١٦ ، وشرح شذور الذهب ٤٧٧ ، وشرح المفصّل ٨ / ٥٠ وكتاب اللامات ص ١٣٩ ، والمحتسب ١ / ٥١ ، والمقتضب ٢ / ٣٦.
(٤) انظر معاني الفراء ١ / ١٥٠.