إضمار فعل ، ويجوز نصبه على الحال أي كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ورسلا.
(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (١٦٦)
(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ) رفع وإن شئت شدّدت النون ونصبت. (يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) والشاهد المبيّن لشهادته أن يبيّن ، ويعلم ذلك. (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً).
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) (١٦٨)
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) اسم «إنّ» والجملة الخبر ، وكذا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) مفعول ثان وقد حذفت منه «إلى» كما حذفت «من» في قوله (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) [الأعراف : ١٥٥].
(إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (١٧٠)
(إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ) بدل.
(فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ) على مذهب سيبويه (١) وآتوا خيرا لكم ، وعلى قول الفراء (٢) نعت لمصدر محذوف أي إيمانا خيرا لكم ، وعلى قول أبي عبيدة (٣) : يكن خيرا لكم.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (١٧١)
(يا أَهْلَ الْكِتابِ) نداء مضاف. (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) نهي والغلو والتجاوز في الظلم. (إِنَّمَا الْمَسِيحُ) رفع بالابتداء ف (عِيسَى) بدل منه وكذا (ابْنُ مَرْيَمَ) ويجوز أن يكون خبر الابتداء ، ويكون المعنى إنما المسيح ابن مريم فكيف يكون إلها هو محدث
__________________
(١) انظر الكتاب ١ / ٣٤٠ ، والبحر المحيط ٣ / ٤١٦.
(٢) انظر معاني الفراء ١ / ٢٩٥ ، والبحر المحيط ٣ / ٤١٦.
(٣) وهو مذهب الكسائي أيضا ، انظر البحر المحيط ٣ / ٤١٦ ، ومجاز القرآن ١ / ١٤٣.