عبد الله الفراوي ، وزاهر بن طاهر ، وعبد الجبار بن محمد.
وقد أخذ الفقه عن ناصر العمري ، وقرأ علم الكلام على مذهب الأشعري.
وبعد هذا التطواف في البلاد الإسلامية عاد إلى قريته وتولى القضاء فيها.
يقول عنه الغافر : كان على سيرة العلماء ، قانعا من الدنيا باليسير ، متجملا في زهده وورعه.
وقال الإمام الذهبي : واحد زمانه ، وفرد أقرانه ، وحافظ أوانه ، ثم قال : ودائرته في الحديث ليست كبيرة ، بل بورك له في مروياته ، وحسن تعرفه لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال (١).
وقال إمام الحرمين : ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منّة إلا البيهقي فإنه له على الشافعي منّة لتصانيفه في نصرته لمذهبه (٢).
وقال شيخ القضاة أبو علي ولد البيهقي : «حدثني والدي ، قال : حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب ، يعني معرفة «السنن والآثار» وفرغت من تهذيب أجزاء منه ، سمعت الفقيه أبا محمد أحمد بن علي يقول ـ وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة ـ يقول : رأيت الشافعي في المنام وفي يده أجزاء من هذا الكتاب ، وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء. أو قال : قرأتها.
قال : «وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني ـ يعرف بعمر بن محمد في منامه ـ الشافعي قاعدا على سرير في مسجد الجامع بخسروجرد وهو يقول : استفدت اليوم من كتاب الفقيه أحمد كذا وكذا» (٣).
قال شيخ القضاة : «وحدثنا والدي ، قال : سمعت الفقيه أبا محمد الحسين ابن أحمد السمرقندي الحافظ ، يقول : سمعت الفقيه أبا بكر محمد بن عبد العزيز المروزي الجنوجردي يقول : رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور ، فقلت : ما هذا؟ فقيل : تصانيف البيهقي».
__________________
(١) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي عند ترجمة البيهقي.
(٢) راجع طبقات الشافعية للسبكي ٤ : ١١.
(٣) المصدر السابق ص ١٢.