البرّ (١) : كان أبو رجاء رجلا فيه غفلة وله عبادة ، عمِّر طويلا أزيد من مائة وعشرين سنة ، مات سنة خمس ومائة. وقال غيره : مات سنة مائة. وقال غير واحد : مات سنة سبع ومائة. وقيل : مات سنة ثمان ومائة.
وقال ابن عبد البرّ (٢) : ذكر الهيثم بن عديّ ، عن أبي بكر بن عيّاش قال : اجتمع في جنازة أبي رجاء : الحسن البصريّ ، والفرزدق ، فقال الفرزدق : يا أبا سعيد ، يقول النّاس : اجتمع في هذه الجنازة خير النّاس وشرُّهم ، فقال الحسن : لست بخير النّاس ولست بشرِّهم ، لكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، ثم انصرف ، فقال :
ألم تر أنّ النّاس مات كبيرهم |
|
وقد كان قبل البعث بعث محمد |
ولم يغن عنه اليوم سبعون حجَّة |
|
وستُّون لما بات غير موسَّد |
إلى حفرة غبراء يكره وردها |
|
سوى أنّها مثوى وضيع وسيّد |
ولو كان طول العمر يخلّد واحدا |
|
ويدفع عنه عيب عمر ممرّد (٣) |
لكان الّذي راحوا به يحملونه |
|
مقيما ولكن ليس حيّ بمخلّد |
نروح ونغدو والحتوف أمامنا |
|
يضعن لنا حتف الرَّدى كلّ مرصَّد |
٢٨٧ ـ (أبو السّليل) (٤) م ٤ ـ ضريب بن نقير ـ وقيل ابن نفير بالفاء ـ الجريريّ البصري. روى عن : أبى ذرّ ، وأبى هريرة ـ ولم
__________________
(١) الاستيعاب ٣ / ٢٣ ، أهل المائة فصاعدا ١١٦.
(٢) الاستيعاب ٣ / ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) في المطبوع من التاريخ للقدسي ٤ / ٢١٩ «عمرو» وهو تصحيف ، والتصحيح من الاستيعاب.
(٤) الطبقات الكبرى ٧ / ٢٢٢ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٧٤ ، الطبقات لخليفة ٢١٣ ، تاريخ خليفة ٣٣٥ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٤٢ رقم ٣٠٦٣ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٢١١ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٨٢ ، الكنى والأسماء ١ / ١٩٣ ، الجرح والتعديل ٤ / ٤٧٠ رقم ٢٠٦٦ ، مشاهير علماء الأمصار ٩٧ رقم ٧١٨ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦١٢ ، الكاشف ٢ / ٣٤ رقم ٢٤٦٤ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨ رقم ٧٩٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٧٤ رقم ٢٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٧٨.